جزيرة سقطرى - قبلة السائحين
جزيرة سقطرى
هي قبلة السائحين وملاذ عشاق الطبيعية، آية من ايات الله في خلقه، بمجرد أن تضع قدمك على جزيرة سقطرى، فلن تشعر بمرور الوقت، ومهما تجولت في ارجائها فلن تمل أو تشعر بالتعب، فمن جمالها تقف عاجزاً عن التعبير، فأنت الآن تقف على أجمل جزر العالم إطلاقاً، وأنت تمشي على سواحلها الأكثر نقاء و صفاء ذات الرمال البيضاء ستجد انعكاس صور القوارب اسفل الماء، ستجد جسدك مرسوماً على مائها، لن تستطيع مقاومتها، فسرعان ما تجد نفسك تسبح وتغوص في سواحلها،
سواحلها الممتدة حتى 300كم مهيأة للسباحة والغوص، فقد تم تقسيم سواحلها الى اماكن للغوص العميق "للخبراء" وفي هذي الأماكن تجد جبالا من الشعب المرجانية الحية، كما ستشاهد سفن عملاقة تحت الماء مر عليها زمن كبير واستوطنتها الأسماك، وأماكن للغوص القريب وهنا أيضاً أكثر سحرا، وقسمت سواحلها الى محميات طبيعية بحرية، أكثرها روعة " محمية ذي حمري" هذه المحمية تحتوي على أكثر من 150 نوعاً من الأسماك المختلفة والملونة، ستشاهد تحت المياه جمالاً ساحرا لم تره عيناك، فسواحل سقطرى تحوي أجمل الشعب المرجانية في العالم وأجمل أنواع الأسماك والجمبري وغيرها من المخلوقات البحرية سترى الدلافين تستعرض أمامك بحركاتها الجميلة، كل هذا الوصف سيكون أقل مما تراه عيناك.
ثم اعرج الى جبالها العالية وجمال صخورها، ذات اللون الفيروزي الفاتن، ومن اعالي سلسلة جبال "حجيرة" و "فالح" و "كدح" وغيرها تجد أكثر الزهور جمالاً ( زهرة الصحراء السقطرية)
شاهد من اعالي تلك الجبال الوديان شرقاً وشمالا، في منظرا لن تراه في أي مكان في العالم، تتسمر أقدامك فلا تحملك على المشي رغبة في جمال الطبيعة، ورغم جبالها ووديانها وسواحلها، فأن هناك جزء كبير من السهول فهي على هضبة ممتدة شرقاً و غربا، تحتوي على مساحات واسعة من السهول الخضراء بخلق رباني قل ما تراه في أي مكان غيرها، تحتوي سقطرى على 850 نوعاً من النباتات منها 293 نوعاً مستوطنا لا يوجد في أي مكان في العالم غير سقطرى، لا زالت هذه النباتات قبلة علماء النبات الذين يستخرجون منها الأعشاب الطبية المساعدة في صناعة الأدوية، ورغم السنين التي مضت وهم يبحثون، فلم يستطيعو إكتشاف الا القليل من فوائدها مع انها وصلت الى آلاف الاكتشافات، من هذه الأشجار " شجرة دم الأخوين" النادرة والجميلة و الصبار السقطري والبان.
تخيل أن العالم كله يحتوي عل 25 نوع من شجرة البان منها 9 أنواع موجودة في سقطرى ولا توجد في أي مكان غيرها.
في حضارات العالم القديم كانو يسمون جزيرة سقطرى ب "جزيرة السعادة" وكان الناس يأتون اليها من كل انحاء العالم، لانها كانت تحتوي على ثلاثة من اهم النباتات المقدسة ( الندر "بخور" و الصبار و البان)
ارفع رأسك قليلا إلى تلك الأشجار الشامخة وحولها، سترى منظرا بديعا من جمال الطيور بأشكالها واحجامها والوانها، كيف لا و جزيرة سقطرى تحتوى على 220 نوعاً من انواع الطيور المهاجرة والمقيمة، 41 نوعاً من الطيور مقيم ويتكاثر فيها، وكانت هذه آخر إحصائية حتى عام 2018م ولا زالت الدراسات من علماء ومستكشفين، تكتشف انواع اخرى منها.
179 طيرا مهاجرا من اوربا وأفريقيا متجها الى جزيرة سقطرى، يالله حتى الطيور تشتاق ل سقطرى.
يكاد المناخ في سقطرى يختلف من مكان إلى آخر في نفس الوقت، ولعل أسباب اختلاف المناخ هو وجود جزيرة سقطرى بالقرب من خط الاستواء فلها ثلاث مناخات
1- مناخ بحري حار، تصل درجة الحرارة العظمى إلى 28 درجة مئوية وتقل الحرارة في المرتفعات الجبلية.
2- المناطق الشرقية : تمتاز بمناخ معتدل البرودة وأحياناً باردة.
3- المناطق الغربية : باردة اغلب الأوقات مع وجود ضباب كثيف.
لماذا جزيرة سقطرى؟
لا تزال الأعين على سقطرى منذ العصور القديمة، فوجود جزيرة سقطرى على ممر التجارة العالمي، عند التقاء المحيط الهندي ببحر العرب، وهذة الثروات الطبيعية التي تمتلكها، جعلها مطمعا للطامعين من المجاورين لها والبعيدين عنها على مر الزمن، فقد واجهت سقطرى وسكانها الكثير من موجات الاحتلال والسيطرة من الرومان وغيرها من الحضارات السابقة، وخضعت للاحتلال البرتغالي من العام 1507م وحتى العام 1511م ثم الإستعمار البريطاني وفرض السيطرة عليها حتى العام 1967م.