تربية الأطفال - معلومات عامة
تربية الأطفال - موضوع
تكمن أهمية تربية الأطفال التربية الصحيحة و الإيجابية في خلق جيل قوي الجسد سوي النفسية، في جيل فعال في بناء المجتمع ومساهما في نهضة الأمة وتطورها، كما أن أهمية تربية الأطفال السليمة في منح الطفل الثقة بالنفس و يعرف واجباته و مهامه و يستطيع بناء علاقات إيجابية مع كل من حوله، كما يمكن الأعتماد عليه في تحمل المسئولية، وسوف نتطرق في هذا الموضوع على مفهوم تربية الأطفال وأنماط التربية الرئيسية التي حددها علماء التربية لتساعد القارئ على أكتساب ثقافة أضافية في هذا الدور المهم كما تساعد الاباء في معرفة أي نمط هم ينهجوه في تربية أولادهم وماهي ايجابيات وسلبيات كل نمط.
مفهوم تربية الأطفال
هو عبارة عن كل التفاعلات بين الاباء والأبناء التي ينتج عنها تشكيل عقل و جسم و أخلاق الطفل وتشكيل خبرته وتكييف التفاعل بين الطفل والبيئة المحيطة به.
أنماط تربية الأطفال
توجد أربعه أنماط رئيسية تعتمد على سلوك الآباء والأمهات في النمط الذي يستخدمون، والنمط المقصود هنا يعني الاستراتيجيات المستخدمة في تربية الأطفال، وقد قامت العالمة "دايان بومرنيد" بتصنيف أنماط تربية الأطفال إلى أربعة أنماط رئيسية
1- التربية المتسلطة "الصارمة"
يعتمد الآباء في هذا النمط في الأساليب الصارمة في تربية الأطفال، ورغم أن الآباء وأبنائهم يعيشون تحت سقف واحد إلا أنهم يعيشون كالغرباء بسبب أن الآباء في هذا النمط يرفض الحوار والنقاش مع أبنائهم ويستخدمون الضرب البدني كعقاب لأطفالهم عند مخالفتهم الإجراءات والقواعد التي رسمها لهم الآباء كما يستخدمون عقاب الحرمان من الألعاب والمصروف اليومي، والحقيقة أن هذا النمط قد يجعل الطفل مطيعا ويتصرف بحسب القواعد التي رسمها والديه إلا أن العوامل السلبية التي تؤثر في نفسية و سلوك الأطفال المستقبلية أكبر بكثير، فالأطفال الذين يتعرضون لهذا الأسلوب من التربية لا يتحلون بالثقة في النفس، ولا يستطيعون تكوين علاقات إيجابية مع المحيطين بهم، كما أنهم لا يستطيعون التعبير عن ما يوجد بداخلهم، ولا يملكون المهارات من أجل اتخاذ القرارات الصحيحة، ولا يبدعون، والأطفال من هذا النمط يميلون إلى السلوك العدواني والتمرد وأكبر السلبيات أن يكون أدائهم التعليمي والأكاديمي منخفض، ومحصلاتهم العلمية أقل بكثير من غيرهم.
2- التربية المتساهلة
بسبب حب الأولاد المفرط أحيانآ أو بسبب أنشغال الوالدين بأعمال خارجية أو بسبب التدليل للطفل الوحيد لديهم ينتج أسلوب ونمط التربية المتساهلة وفي هذا النمط فأن الاباء نادراً ما يؤدبون أطفالهم ويتجاهلون أخطائهم، وتكون العلاقة بين الآباء والأبناء علاقة صداقة، ولا توجد أي قواعد أو تعليمات يضعها الآباء، وما يميز هذا النمط هو تعلم الطفل من الاخطاء دون خوف، بحيث تجعل منه مبدع، أما سلبيات هذا النمط فهي تكون مستقبلاً في صعوبة تقبله وإدراكه المعايير والقواعد العامة للمجتمع، والبيئة التي يكون فيها وهذا يشكل تصادم واقعي له قد يؤثر عليه كثيراً.
3- التربية المبتعدة
وهذا النمط هو أن الآباء لا يوجد لديهم أسلوب أو نهج واضح لتربية الأطفال أو أنهم غير مكترثين أو أنهم خلقوا على هذا النوع من التربية، وفي هذا النمط تكون العاطفة و الحنيه محدودة بين الآباء والأبناء ولا يتوقع الآباء اي إنجازات من أطفالهم، ومن سلبيات هذا النمط أن الأطفال يضطرون إلى الأعتماد على أنفسهم في كل شيء، كما أنهم لا يستطيعون الإرتباط عاطفياً بمن حولهم بسبب فقدانهم للعاطفة، ويعانون من أرتفاع القلق و التوتر الذي يصل إلى حالة الإكتئاب، وهم معرضون في الكبر إلى اتجاه السلوك الخاطئ، وقد يتعاطون المخدرات والكحول، ويصعب تأهيلهم علمياً و أكاديميا.
4- التربية المعتدلة
ويعتبر هذا النمط عند علماء التربية هو الأفضل، وهذا النوع من الاباء يعرف بأنهم عاطفيون ولديهم توقعات عالية من أطفالهم، ويقوم الآباء في هذا النمط بوضع قواعد واضحة للأبناء وشرح أسباب هذه القواعد، ويكون التواصل والحوار بين الاباء والأطفال مفتوح، وترسم أهداف واضحة للأطفال، ويتم تشجيع الأطفال على التعبير عن ما في أنفسهم، كما أنه توجد عقوبات تهذيبية صارمة عندما يخطئون ويسيئون التصرف، وأهم ما يميز هذا الأسلوب من التربية،أن الأطفال يتمتعون بأداء عالي في كل المجالات ويكونوا أكثر ثقة بأنفسهم، ويتمتعون بعواطف صحية و ناضجة ومهارات عالية، كما أن هذه الأسر تكون أكثر استقرارا وسعادة.
في الختام نود أن نوضح أن هذه الأنماط الأربعة هي عصارة نظريات علماء التربية، وهذه الأساليب كما وضعها أصحابها إلا أنهم لم يعتبروها دستوراً عاماً تطبق على الجميع بحذافيرها، ولكن الآباء والأمهات هم من يضعون الأسلوب والنمط التربوي المناسب الذي يعتمد على معرفتهم بأنفسهم و أبنائهم والمجتمع المحيط بهم وبأهداف تربوية واضحة.